kayhan.ir

رمز الخبر: 201552
تأريخ النشر : 2025January28 - 23:32

   ما عجزت عنه القوة لم تحققها تراجيدية ترامب

 

 ما كان لافتاً وغريباً وخارج السياق هو ما تحدث به الاهبل والاحمق القادم الجديد الى البيت الابيض الرئيس ترامب في تحقيق امر عجزت عنه بلاده في عهد بايدن بترحيل الغزاويين عن اراضيهم عبر حرب الابادة التي وقفت بكل ثقالها بل وقادتها، ان يحقق ذلك بتراجيديته المفضوحة من باب العطف على اهالي غزة.

هذه الفكرة البالية التي مضى عليها الزمان قبل يتبناها من قبل الوزير بن غفير وسموتريتش بعد ان معها من غلات اليمين المتطرف يبدو انها في الاساس من عملها الاصيلي وليس الوكيل فقد طرح هذه الفكرة باليك من قبل لكن اليوم يريد ترامب ان يحققها عبر عنترياته بالضغط على الاردن ومصر او التوافق مع اندونيسيا والبانيا او مكان آخر لإسكان المرحلين الغزاويين.

وما كان مشمئزاً في حديث الرئيس ترامب هو نبرته الفوقية المهينة والاملائية للملك عبد الله الثاني خاطبه "عليك ان تأخذ اعداد كبيرة من اهالي غزة"، وهكذا ما افصح عنه بأنه سيقول للرئيس السيسي "عليك أن توطن الفلسطينيين في غزة. هذه النبرة المتعالية والمخزية التي اغاضت الشعبين الاردني والمصري والكثير من الرأي العام العربي ونخبه، اوحت وكأن هذين الزعيمين العربيين موظفين لدى الادارة الاميركية.

ان هذا النهج الارعن للرئيس ترامب في ترحيل الفلسطينيين من غزة لالاعيبه السياسية هو امر مستحيل لان الغزاويين قهروا حرب الابادة الصهيونية وهزموها طيلة 16 شهراً لذلك يسهل عليهم مقاومة هذه الضغوط وافشالها.

فمن شهد زحف الغزاويين بمئات الالاف وهم يقطعون مسافة العشرات من الكيلومترات للتوجه من الجنوب الى شمال غزة للعودة الى بيوتهم وان كانت مهدمة هو اكبر تحد للاحتلال وداعمه الرئيس الاميركي وهذه اكبر صفعة للطرفين بان لا احد من هذه المعمورة يستطيع فرض ارادته على الشعب الفلسطيني الذي هو فصل الخطاب في تقرير مصيره وهذا ما كان يحصل لولا المقاومة العنيدة لابناء غزة ضد الغزاة الصهاينة الذين هزموهم في وضح النهار، وكما قال الامام الخامنئي (دام عزه) "ان القاومة حية وستبقى حية وفعلاً انتصرت غزة والمقاومة اثبتت انها ستبقى حية. ان الذي شهده العالم بأم عينيه كان اشبه بأسطورة ولو نقل التاريخ لنا مثل هذه الحادثة لشككنا بوقوعها".